النقد الذكوري للادب النسوي وإغواء الكاميرا!!








قد لا يختلف اثنان على ان الكتابة النسوية عموما ودون وضع تصانيف او تعاريف لها بو ح لا شبيه، يكشف عن هذا الكائن المليء بالاسرار، الكائن الذي اكتملت بمراحل سابقة عمليات إقصائه وتنحيته واخفاء معالمه، ثم ازداد الشوق لمعرفة ما يخفي وما يستر تحت طيات الحجاب الشرقي، انه نوع من إعادة تعرية المخلوق الغامض..




حتى وان ضعفت مفاصله وتاهت عطاءاته عن التسميات الأدبية المعروفة، يظل النتاج النسوي بمجرد تحطيمه للتابوهات انجازا.




و على الرغم من سيادة الاسلوب الذكوري، وعدم استقلالية اللغة الأنثوية، وتبني بعض الاديبات لمنطق الذكر وفكره ادبيا، فإن إنزلاق الشذرات الأنثوية هنا وهناك تجهر بجنس حامل القلم.




أعلم ان هناك من ينتفضن رفضا عند سماعهن لمصطلح الأدب النسوي، وهنا لابد من القول ان المرأة مخلوق مختلف عن الرجل بايولوجيا واجتماعيا، وكل ما يصدر عنها يصدر عن عالم مبطن بخلفيات يجهلها المجتمع الذكوري تماما.




فهي تعيش بجسد مختلف، بعطاءات مختلفة، وبظروف مختلفة، ومن هنا لابد ان يكون ابداعها خارجا من حيز ظروفه ومتناقضات عالمها الذي تم تصميمه عن سابق اصرار ذكوريا، فكيف للادب الذي يكتب من ممرات انثوية معتمة، وتفرض عليها تقاليد قاهرة لطبيعتها وسليقتها ان يكون عفويا ومشابها لادب يكتب تحت الشمس؟. 


مع تحيتي لشجاعة من يتجاوزن الحجب وينطلقن في عالم البوح وتعرية الذات، واحترامي لمن يواصلن طريقهن بصبر بين مختلف العوائق التي تمنع الأديبة من قول ما تريد دون ان تدخل دائرة الإتهام الشرقية الضيقة، فإن هناك حقا من جعلن الدائرة هذه هي الانجاز الوحيد لما يسمى بالأدب النسوي. 


لعلي لا ابالغ ان قلت ان ما يسمى اليوم بالأمسيات والأصبوحات والمهرجانات هي حين يتعلق الأمر بالمرأة الأديبة مجرد شباك اصطياد لطيور لم تغادر اقفاصها. 


و القراءة النقدية الذكرية لا تخرج عن قراءة الجسد، الذكر لا يمكنه ان ينظر للابداع خارج حكم غرائزه، وبالتالي فان الأديبة للاسف الشديد لا تعدو عن كونها طريدة شهية. 


اضافة الى ذلك فان الادب النسوي الذي جعل من المنحى الايروسي منتهاه، اصبح فجا، ولا يتقصى تحطيم التابوهات بقدر ما يوحي بالابتذال. 


و من النساء من لا تجد في نفسها الثقة الكافية لتكون، غالبا ما تختصر الطريق الوعر نحو الشهرة باستخدام الجسد ذاته مادة ادبية ووسيلة للحصول على صك ضمان الناقد لولوجها لعالم الأدب. 


ان التعري امام الكامرا اجتيازا لكل الموانع المكانية لقاء مقالة نقدية اصبح أمرا شائعا الى درجة مخجلة، وهناك من يفزن بمسابقات، ويحصلن على أوسمة وهدايا وجوائز ضمن صفقة جسدية _ جنسية صرف. 


بعضهن لم يزلن يكتبن الخواطر، لم يجتزن عتبة الذات نحو الإبداع ويتصدرن الصحف، ويتمتعن بشهرة لا تتمتع بها المفكرات اللواتي فضلن الوصول نحو القمة رغم انزلاق السفوح، ويحسبن على الأديبات وما هن سوى منتج العهر الذي تفشى واصبح القاعدة وسواه الشذوذ. 


اللوم لا يقع على الأديبة وحدها، بل على القلم الرخيص الذي يبيع ضمير حامله قبل كل شيء، ويضع توقيعه تحت سطور لا تمت للادب بصلة لقاء لذة عابرة. 


انها مسؤولية الأثنين معا، وعلينا ان لا ننسى كم يشق على من لا تتبع هذا المنحدر نحو هاوية السقوط الخلقي من جهة وقمة الشهرة من جهة أخرى الحصول على مكاسب وسط زحام الشبكة العنكبوتية وضجيج المواقع الفارغ. 






Unknown

About Unknown

كاتبة عراقية ملحدة الحمد للعقل على نعمة الالحاد. تولد عام 1964. حاصلة على البكلوريوس في الطب و الجراحة البيطرية. صدرت لي عدة مجاميع شعرية. تنوع نتاجي الأدبي بين الشعر و القصة القصيرة و النص المفتوح و المقالة. لازال هناك المزيد من المخطوطات الشعرية والقصصية تتكدس بين برزخ الحلم و حقيقة التجسد...... لدي مشاريع روائية تنتظر لحظة قطافها.،

Subscribe to this Blog via Email :