حين
تكتب المرأة فإنها لم تصبر على ما أصابها فحسب، بل
شربت كأس الدهر مرا، و
لأنها المرأة، فقد
أينع و أثمر..
لكل
بداية بذرة نهاية ، و لكل نهاية بذرة بداية
ناطحات
سحاب
تقول
الحفريات الجديدة و من بعض الكتب الممزقة والمحترقة
المصفرة
اللون التي وجدت تحت أطنان من الانقاض المنصهرة
أن
أجدادنا كانوا يتصلون ببعضهم آلبعض في أراض واسعة جدا عبر إستخدام طرق لم نعرف حتى
الآن كيفية عملها..!!
و
أنهم إعتمدوا على ماكان يسمونه بالتكنولوجيا للتواصل فيما بينهم ، و لم يتم العثور
على ما يسند أقوالهم.
حدقت
طويلا في الفراغ وتساءلت:-
أين
بإمكانها أن تكون قاراتهم السبع؟
وكلنا
نجتمع على بقعة أرضية لا تتجاوز بضعة الاف من الاميال
لا
نعرف سواها؟
وليس
من وسيلة نجازف فيها لعبور المحيطات نحو مجهول قد لا نجد فيه أحد؟
عكفت
طوال الليل على كتابة قصيدة
تتكلم
عن بشر كانوا يسكنون بنايات تنطح سطوحها الغمام
لم
نعثر على أثر لها.
لكل
لوحة رسام ولكل رسام منظوره الخاص
زواج
فتحت
الدرج
كان
ممتلئا حد ألإختناق بالصور الفوتوغرافية
اخترت
واحدة منهن و أطلت النظر اليها
...................................
...................................
المرأة
التي تغفو على بعد عدة أمتار
لاتمت
لهذه المرأة الساحرة بصلة
...................................
...................................
تحرك
جسدها الضخم وكأنه قد حدس ما أفكر به فأظهر إحتجاجه بتقلبها القلق
...................................
...................................
- لم
لم تنم حتى الان..؟
جاء
صوتها راعدا..!!
...................................
...................................
- عودي
الى النوم
هذا
لا يعنيك..
قلت
بكراهية ينضح بها صوتي.......
...................................
...................................
تمنيت
لو ان بآستطاعتي ان اتقيأ سنيني الملتصقة بها
او
ان ابصقها وينتهي الامر..!!
...................................
...................................
شرع
إبني الرضيع بالبكاء
فالقمته
ضرعها الضخم دون أن تفتح عينيها
...................................
...................................
وركضت
نحو الحمام اتقيأ كل عشائي الذي اعدته بيديها البدينتين....
...................................
...................................
لكل
حصاد أوان .... إن فات لم يعد للموسم معنى
لازلت
في المانيا
الباب
الموارب بدا وكأنه يدعوني للدخول، وتراقصت أمام عيني جذوة اللحظة الاخيرة، وهي تهفت بإذعان متمسكة دون
جدوى بقطاف ما نضج من الدهر وما شاخ منه.
سمعت
الصوت من جديد متأهبا للحظة غزلتها أحلام غربة تتكيء على ما مضى ولا تعبأ اين
ستكون ركائز اللحظة القادمة.
مطر
آذار يبللني ويحوط جسدي بقشعريرة برد وإرتباك،ترددت أكثر...هل أطرق الباب؟
أي
نوع من الكلمات تلك التي لا يعتريها الخجل، و أنا أقف أمامها حسيرا مرتعشا، لا تطيق
قدماي النهوض بجسدي المثقل، ورأسي المعلب بصفائح ذكريات أكلها الصدأ؟..
الهدوء
يعم المكان لا صراخ الصبية الصغار ولا صوتها موبخاً إياهم، كدت أعود مؤمنا أنني
أستند إلى جدار غريب، وأحاول التمادي إذ أطرق بابه..
مرّ
شاب.. نظر إلي بإمعان وقال:_
- أمر
...؟ خدمة...؟
- لا
شكراً أنا فقط ألتقط أنفاسي.
إجتاحت
نظرات الشاب وجهي وكأنها تعريه من قناع أبذل جهدا كبيرا لأحافظ عليه ، خشيت أن
يكرر سؤاله إلا أنه دخل مطأطيء الرأس مجتازاً الباب المجاور.
ومكثت
في الشارع هامسا.. مرتجفا.. مبللا بمطر آذار اللذيذ.. تصاعد توتري.. ترددت أكثر، هل
أطرق الباب؟.، ماذا سأقول؟، كيف أبرر اختفائي لأكثر من ثلاثة عشر عاما؟.. هل أنا عند
باب بيتها؟، لم كل هذا الهدوء؟..، أين الاطفال الصغار.. وصخبهم .. ولعبهم؟..
آه
تذكرت.. لابد أنهم أصبحوا الآن رجالا، ربما تزوجوا، وغادروها وحيدة..ربما!..،ربما
أنا الذي أصبحت وحيدا، رغم إن المكان لم يتغير، كأن الحرب لم تقع؟.
من
أنا لأطرق الباب ، أو لأتساءل حتى..؟
كم
عاما في الصحراء أمضيتها دون أن ترسل رسالة أو إشارة تدل على وجودك حيا؟، أي
كلام يوازي انتظارها لك، وهل حقا إنها لازالت تنتظر؟؟؟.
بضع
نقرات على الباب.. وينتهي هذا العذاب المضني.. بضع نقرات..
.... هيا
افعلها!!....
أربعة
رجال أشداء ظهروا فجأة من خلف الباب، وآبتعد وجهها، وصوتها المرافق لهم، كأني
لم أرها ولم أسمعها قط، وأخذ الرجال يرطنون بلغة.. لا اعرفها.... يقتربون....
وأنا أتحرك للخلف.
.........ضوية!..........
............ناديتها
مستنجدا.........
جاء
جوابها سريعا..ولكن
أية لغة هذه التي تكلمت بها؟
........اني
لاافقه حرفا........
........أشقاؤها
بدوا صغاراً........
........إنهم
يرطنون ايضا........
يا
للهول ..أين أنا؟؟!!.
كانت
تهز جسدي بعنف وترشق الماء على وجهي ..
وقالت
بلغة ألمانية واضحة بالنسبة لي:ـ
هل
عاودتك كوابيس العراق مجددا؟....
لقد
ايقظت الطفلين بصراخك!!