غريب ٌعلى العراق



د.ماجدة غضبان المشلب



دموع ُ السيـّاب ِ
تهطـل ُ من عينـيّ
ويهـزُّ بدني  بكاه ُ
عراق..!

جيل ٌ بعد جيل ٍ
ينهـبُـنا الـسُـلُّ
ونعول ُ في السديم ِ
عراق..!

في حَـشاك َ نحن ُ
لكنـَّنـا اغراب ُ
نعشق ُ النخيل َ
والارطاب ُ
ليست ْ لنا ابدا ً
لنا نحيبٌ يمزقُ الرؤى
والسحاب
عراق..!

كم مضى على السياب ِ
يغالبُه ُ الحنين
كم مضى عليه
والشمسُ هنا اجملُ!
لكنـَّهُ ما التقاها
حتى الظلامُ هنا اجمل!
لكنـّهُ ما نامَ على وسادة ٍ
ندّاها طلُّـك..
يا عراق!

كم أيـُّها السيابُ
ستبقى مُغتَرِباً ،ً
وكم سيبقى دينا ً
في رقابـِنا الغياب؟!

تجرُّ في المنافي صليبـَك
وكم من مسيح ٍ بعدكَ
أرهقـَهُ الصليبُ!
وتشظَّى صوتُهُ
كلَّ غروب
عراق..؟


يهجعُ الخليج ُ
وينام ُ سـِوانا
وعلى الأر ض ِ ينمو زَغَبُ
المنى!
والسيابُ
مازالَ يبكي على الوسادة ِ
دما !
وما من نقودٍ
كي يعود !
...............
...............
...............

جوَّعونا سنينا ً
ودمـُنا على أفواهـِهِم
صـِــبا،
ورحلـّونا !
نجوبُ الأقاصي
جائعين،
لسارقينا نمد ُّ الأيادي
لاجئين!
وما عدْ نا
إلا والعراقُ
يهزُه ُ النشيجُ
سيابُ..
يا سياب..!
كأننا في ذاتِ الاسطوانة
ِ ندورُ!
والنخيلُ ما زالَ مكتظاً بأشباحـِه
والإيابُ يعصى على الغريب
وما من صباح ٍ ولا سحاب ٍ
يا أيـُّها السيابُ
ولا نقود !
فكيفَ يعودُ الغريب ُ
وهو في حِجر ِ العراق
يجودُ بنفسِه ِباكيا ً
عراق..!
يردد ُبويبُ الصدى
والنخيلُ
وأنت تعانقُ الردى
على الخليج مرتحلاِ
ويأبى الرحيل َ ... عراق!



Unknown

About Unknown

كاتبة عراقية ملحدة الحمد للعقل على نعمة الالحاد. تولد عام 1964. حاصلة على البكلوريوس في الطب و الجراحة البيطرية. صدرت لي عدة مجاميع شعرية. تنوع نتاجي الأدبي بين الشعر و القصة القصيرة و النص المفتوح و المقالة. لازال هناك المزيد من المخطوطات الشعرية والقصصية تتكدس بين برزخ الحلم و حقيقة التجسد...... لدي مشاريع روائية تنتظر لحظة قطافها.،

Subscribe to this Blog via Email :