د.ماجدة غضبان
بعيدا عمن يرون في موتنا حقا من حقوقهم ،لأننا
نختلف معهم في المذهب لا في الدين ، بعيدا عن المسلمين الذين يرون في بعض مكونات
الشعب العراقي كفارا لا سبيل لنجاتهم من النار ، بعيدا عمن لم و لن يدركوا عمق
تأريخ و حضارة وطن تحتشد أرضه بالآثار ، بعيدا عن بدو لم يجتنوا سوى الماعز و
الجمال في أفضل حالاتهم ، بعيدا عن موقعه الستراتيجي الذي يهدد ألأمن القومي لشعب
الله المختار ، بعيدا عمن يرون في مراقدنا المقدسة ملكا لهم ، بعيدا عمن يحلمون
بعودة الإمبراطورية العثمانية ، بعيدا عن القوميين الذين كرهوا بعضهم البعض ، و
ذبحونا بسبب كراهيتهم لما آلوا اليه ، بعيدا عمن يظنون انهم ضحايا الأسلحة
الكيمياوية ، و تنكروا لرفات الشهداء من الشيوعيين العرب و مختلف الأطياف العراقية
في جبالهم.
العراق يستحق أن يكون في بقعة تحترم نسل صانعي أول
حضارة ، ليست على أرض العرب و لا الإسلام ، مادمنا نشكل عبئا على العروبة حين لم
ننتصر لبطلهم الديكتاتور ، و يشعر المسلمون اننا عارهم و بيننا الروافض ، و تحتقر
بعض القوميات بؤس إنتمائهم الى عراقيتنا ، و إن أكرمنا كل عربي عاش بيننا، و لم
نؤذ يوما قومية تختلف عنا ، و أعنا كل مسلم وقت الضيق..
ليس ذنبنا ان يحكمنا الطغاة المدعومون من الغرب ،
فنعيش سلسلة حروب لا ناقة لنا فيها و لا جمل..
ليس ذنبنا ان تكون بلادنا بلاد ثروات و نخيل و مياه
و نفط ، فنصبح هدف كل غاز و طامع..
خذوا كل ما تريدون من حصصكم في الثور الذبيح ، أيها
المتآمرون علينا ، و أتركوا شعبنا عاريا من كل ثروة ، لن يضيرنا شيء ، فنحن شعب
عقول تؤمن بالعلم و العمل ، لم نأت بخدامنا من آسيا ، و لا أستوردنا كل ما لدينا
ممن نتبعهم و ننفذ مؤامراتهم ، لم نبع أحدا ، و لم نتنكر لأحد ، الإنسان العراقي
إنسان مبدع ، و بدون العرب و مؤامراتهم ، و القوميات الأخرى و رخص حكامها ، و
المسلمين و وقوفهم مع أعدائنا ، سنكون أكثر الشعوب تحضرا ، و أجملهم شكلا ، و
أعظمهم علما و عملا........................ليتنا في أية بقعة أخرى من العالم ،
لنعيش حياتنا التي بددها العملاء البدو ، و تجار الحروب ، و
المتأسلمين...............................من جديد أقول :
كون الوطن ينشال \ شلته على راسي