كنيسة على الحدود




د.ماجدة غضبان المشلب

هل حظيت بلحظة انقاذ يسوع فأغفلتها و هربت مفضلا هطول القادم المجهول؟؟؟؟؟؟؟؟.

كان ممدا كلوح خشبي دون مسامير.. العتمة التي طغت عل المكان لم تشعرني بالرهبة بقدر ما جعلتني بامس الحاجة الى عود ثقاب.. ربما سيتضح لي ما يصعب علي رؤيته..

كان الصليب على جبينه محفورا بآلة حادة ، و لم تزل قطرات الدم تتأنى في تواليها نحو ارضية كنيسة تغرق بالدم الكثيف..

لا يمكن لكاهن ان يموت من خدش في جبينه رسم على هيئة صليب؟؟؟؟...

فكرت في العدو نحو القرية لطلب النجدة.. لكن السفح كان منحدرا بشدة باتجاهها ، و انا لست الا غريبا لا انتمي لهذا المكان ، و لم يرني احد فيه ، و لا اجيد لغة قومه و ربما سأتهم بقتله.

رجوت الجثة ان تنهض و انا اغسلها بدموع سخية.. و اهزها بعنف.. دون جدوى.

احتضنتها و جسدي يهتز كسعفة نخلة في مهب ريح و هي ترقد تحتي بسلام.

اضاء بصيص الفجر ابتسامة وجه الكاهن مغادرا اياي بهدوء.

في طريقي الى حدود الدولة المجاورة.. تذكرت صحن الجبن و الزيتون و زجاجة النبيذ و هيئته المشرقة.

كان يشير الي و انا اتمتم مرتعبا.. وقد فهم و السكينة تغمره اني لا انتمي لمكانه و لا لزمانه..

ترى هل اتاه علم ليلتها اني سأشهد رحيله نحو الابد انا الغريب الذي لا يعلم من اين اتيت؟؟؟؟؟؟؟؟.



Unknown

About Unknown

كاتبة عراقية ملحدة الحمد للعقل على نعمة الالحاد. تولد عام 1964. حاصلة على البكلوريوس في الطب و الجراحة البيطرية. صدرت لي عدة مجاميع شعرية. تنوع نتاجي الأدبي بين الشعر و القصة القصيرة و النص المفتوح و المقالة. لازال هناك المزيد من المخطوطات الشعرية والقصصية تتكدس بين برزخ الحلم و حقيقة التجسد...... لدي مشاريع روائية تنتظر لحظة قطافها.،

Subscribe to this Blog via Email :