طابت لمن هم على رأس العالم نبش خلافات تأريخية، انهم
يعلقون الوجود الانساني كله على ما حدث في الماضي، و يجعلون المصير كله يرتبط بموقف
الفرد مما حدث سابقا و ليس الان.....
انها حقنة مخدرات عالمية، عوضا عن التفكير في صالح
الانسان و مستقبله، اصبح التفكير في قريش و نبيها شأن الناس كلها، و جميعهم يصغون
لاعلام يتلاعب بهم كما يريد....
من قال ان الارهاب صناعة اسلامية، و ليس صناعة غربية
اخذت مادتها من كتب اسلامية متطرفة، و طرحتها امام شعوب الارض كحقيقة مطلقة تفسر
الاسلام وفق ما تود؟؟؟؟.....
الفتنة لعبة كونية، جربوها في مختبرات عربية، فأتت
بنتائج عظيمة، و هي الآن تطبق عالميا، و عوضا عن وقوف الفقراء الى جانب بعضهم
البعض ضد من يتحكم في الانسان و مصيره و خبزة يومه، وقف الجميع بين نصير للاسلام
او كاره له.....و اصبح الاسلام بين وجود و عدم هو محرك كل شيء، بل ان اسهم البورصة
تهبط و ترتفع حسب الاخبار التي ترد حول صراع عالمي مصطنع بين المسلمين و اعداء
ظهروا فجأة تحت خيمة اعلامية تعج بالاضطراب...
لقد لمسوا احتجاجا كبيرا ضد تلاعبهم في الانسان و مصيره
لصالح اشخاص لا يتجاوزون اصابع اليد، و لابد من ايجاد صمام تفريغ لهذا الاحتجاج، و
المادة التي توجه الغضب المستشري متوفرة، و مهيئة منذ سنين طويلة....
الغضب العالمي الان يتوجه ضد الاسلام و اهله، ليس لان
بقية الاديان لا تتبنى العنف او لم يكن ذلك احدى ادوات سياستها يوما، بل لان الناس
تريد عزاء تلطم فيه، و لابد من ايجاد مجرم تنتقم الجموع منه لصالح ضياعها و حيرتها
ازاء ازمات العالم الاقتصادية....
و المجرم الذي اختير ليتمزق لحمه بين المنتقمين لانفسهم
من ضياع وسط انفاق الحضارة التي ضاقت عليهم هو : الاسلام...
ان المسلمين حقا لا يمتلكون قدرة تنظيم عشرة اشخاص
و قيادتهم نحو هدف معين....، لكن غيرهم فعل، و نظم، و المسلم انسان بسيط يبحث عن
وجوده ايضا وسط اللغط، فكان توظيفه للارهاب سهلا و يسيرا...
اصبح المسلم ارهابيا و مغضوبا عليه، و الخيوط التي تحرك
المنظمات الارهابية مجهولة المصدر و التمويل.....
لا مخرج للمسلمين من هذه الورطة، فهم كبش فداء حضارة
ستجعل من اضحيتها حلا لكل المشاكل و الازمات الاقتصادية المتفاقمة...
انهم ضحايا تيارات تجرفهم ذات اليمين و ذات الشمال،
هنالك من يقول لهم ان الاسلام في خطر و عليكم حمايته، و هم اذ يرون الكراهية في
الاعين لا يمكن لهم الا ان يصدقوا ائمتهم..
و ساعة التصديق يصبح جهادهم ارهابا يقلق الاستقرار العالمي..
تصورهم الشاشات على انهم سبب كوارث الكون كلها، و كل
المعطيات تشير الى ذلك....
لقد زرع اهل الصحراء الذين وجدوا في ارضهم ثروة لم
يتوقعوها المفخخات في طريق استمرارهم على الارض، و ها هم يحصدون النقمة
العالمية.....
مسكين هذا المسلم الذي يحاول ارضاء ربه، فلا ربه يرضى
عنه و لا اهل الارض.....موعود بالشهادة و حور العين، و موصوم بعار عدوانيته و
همجيته ضد المسالمين.....حتى ان كان مجرد متفرج على الاحداث، فهو متهم سواء ثبتت
ادانته ام لم تثبت.....
غباء كوني ينثر كنثيث ثلج على الاعين حتى تصبح الرؤية
شبه معدومة..
اجهزة اعلام تلعب و تتلاعب، و انظمة حكم تدافع عن
وجودها، و شركات تبحث عن اسواق جديدة، و تحت هذه الارجل المساهمة في ماراثون
الجنون تسحق انسانية الفرد ليعيش و يموت وحيدا، لا يدري لم وجد اصلا، و علام
سيموت.......