بقعة 24




انا في سباق مع الزمن كي أرى ما لم يتحه غرور الشباب من رؤية، ما ظننته مازال بحوزتي و هو يهرم بين يدي، في سباق مع الزمن كي اقترب من المعرفة، فاني بدونها دون بوصلة لمشاعري مع جنون الريح، و صخب البحر، و هلع الغابة، انا عمياء مذ أبصرت الدنيا خارج رحم امي، و حين أدركتني البصيرة كان العمر يئن تحت مطارق الصبر..........

قال حنا مينا يوما انه قد ندم لانه لم يقض كل لحظة من عمره في الكتابة، و انا اشعر كذلك، رغم ان القلم ذاته لم يكن متوفرا، في أيام فقر اليمن كان الورق ترفا..........

وضعت صهوة الشباب على ظهر الفقر و التشرد، و أسلمتني كهولتي الى جسد لم يعد فيه متسع لطعنة خنجر جديد، شاخ بندوبه، و صار يشكو قسوتي الى قلب دام......
 القلب رد بأسى بالغ:


يا أخي انا ظلمنا مع رأس يسيرنا بعناد كيفما يشتهي، اننا رهن الرأس، و الرأس كما يبدو رهن سيف، و السباق الحقيقي هو بين آخر كلمة تكتب، و سيف الجلاد و هو يطيح به، لنكون جميعا خاسرين في لعبة طائشة اسمها الحياة.


لا حاجة للشمس \نص بثلاثة مقاطع





لا حاجة للشمس (1)
مد ساقيك و لا تخف..
تخيل و لو لمرة واحدة ان المكان لك وحدك ، و ان الوقت نهار حتى لو رأيت النجوم بعينيك تتألق وسط الظلام.
و دع لجشعك ان يحلم بزهرية تحتضن جزءا من الطبيعة الخلابة ، جزءا صغيرا جدا ، كبضعة أغصان تعتليها زهور القوس قزح.
مد يديك كما لو انك قد تحولت الى طائر..
لتكن بحجمك الذي يوازي الحلم..
ان تحقق لك ذلك ، ولو للحظات..لا تفكر بالعودة ابدا.


لا حاجة للشمس (2)
يقال أن صاحب المنجم قد رتب الأمر بمايتيح له التمتع حقا بالحياة ، لديه نافذته الواسعة الحريرية الستائر ، و لديه شمسه التي تعمل بأزرار مستوردة ، صباحه المنتقى من افخم الحدائق ، اوقاته المختارة بعناية من اجمل بقع العالم.
عماله صنفوا في منجمه اللامتناهي الأبعاد وفق قدراتهم العقلية و الجسدية و مواهبهم ، لا أخطاء ترتكب ، فهناك الحاسوب الذي يعطي تفاصيل تامة عن المهارات و القدرات..
الجنس هنا غير مهم ، انثى او ذكر ، الكل يعمل في خدمة سقف المملكة ليظل مرتفعا فوق جدران القصر و اصحابه.
هنالك علاقات يترفع عن ذكرها حتى الحاسوب تحدث بين الاجناس المختلفة ، و بين النساء و الرجال ، و بين ابناء العرق الواحد ، او اللون ...الخ.. ، في النهاية تعاد صياغة المعادلات الحسابية بأسرع ما يمكن و خلال ثوان تتزن كل الصغائر لتخلق كبائرها الراسخة أبدا ، قد تخرج بعض المعادلات عن سكك سيرها المعتاد فتنطلق صافرة ألإنذار المرعبة ، ليظهر جيش الرب الأعلى من حيث لا يعلم أحد كي يتخذ اجراءاته ، و هنا ليست من حاجة لإحصاء حالات الإغماء و الوفيات الناجمة عن سماع صوت الصفارة و قبل وصول الجيش و أثناء وجوده و عند المغادرة ايضا.
يوم ولدت أنا قيل لي ان ابي قد اقتيد نحو ثكنات جيش الرب لأنه افتعل احتجاجا غبيا ، و لم يعد ابدا..
أدركت في سن مبكر ان لا جدوى من إلإحتجاج الغبي فهو محكوم عليه بالنهاية سلفا ، و علمت أن الخروج من هنا مستحيل طالما لا نعلم اين نحن ، لا خريطة لدينا ، و لا فكرة عما هو خارج المكان الذي نولد و نموت فيه.
المستشفى القائم لأجلنا يعالج الكثير من الأمراض التي قد تضطرب لها شؤون المملكة ، كما أنه يقرر انواع الفحوصات الدورية ، و يحيل حالات العصاب النفسي الى ردهات العلاج المبتكر.
بضع حركات إفتعلتها نبهت طاقم الرقابة الى خلل جسدي او نفسي قد حدث في منظومتي ، مما دفع باللجنة الطبية الى إحالتي لقسم العلاج المبتكر ، و هو ما كنت أود زيارته.
ربطت يداي و ساقاي و أنا ممدة على سرير مريح الى اجهزة كثيرة ، و جلس اكثر من إمرأة و رجل طلبوا مني النطق ببعض المفردات المتداولة.
كنت ارى وجهي على الشاشة بين التجهم و السعادة و الى جانبه تظهر ارقام لا تحصى تنتظم في بيانات.
في النهاية ذكروا لي المفردات التي اسعدتني و معها ايضا ما أغضبني و ما أبكاني.
المرحلة الثانية كانت تحت تخدير تام..
لم اعرف ما حدث بالضبط ، فأنا لم اجد جرحا او خيوطا جراحية ، غير إني شعرت ان قاموسي اللغوي قد تقلص كثيرا ، و إني لم اعد أذكر الا بعض الكلمات الضرورية لمواصلة الحياة.
يومها عرفت ان العلاج المبتكر هو افضل مكان في المنجم كله ، و عرفت أيضا ان معظم من حولي قد دخلوه لمرات لا تحصى..
أنا لا أذكر لم دخلت ، لكني على يقين الآن ان اهل القصور ليسوا بأسعد مني..
كلمات قليلة..طلبات أقل..عمل بعضلات ثور..و نوم أشبه بالموت..و نهار يتوهج بهجة..و لا حاجة للشمس..


لا وجود للشمس 3
لم اعد اطيق راسه المربع الشكل..ليس لأنه مربع ، بل لأنه لا يتخيل وجود الأشكال الأخرى للرؤوس كالمستديرة و المثلثة و المستطيلة ، و اكثر ما يستفزه ان يكون الرأس مرنا و قابلا لتغيير شكل محيطه الخارجي الظاهر كما هي الأميبا.
هل أنا اتمرد لمجرد التمرد؟..
هل أنا الوحيدة التي تظن أنه على خطأ؟ ، و إن زياراته بين الحين و الحين هي لأرى أن رأسه مختلف جدا؟ ، و أن ألإختلاف الذي لا يد لي فيه هو من قادني الى السجن ما أن أدركت بحواسي الأربعين أني هبطت الآن من عالم الموتى؟
كرهت مساطره و زواياه القائمة..كرهت القوانين التي يظنها قاطعة تماما..
متى بدأ ذلك؟؟..
لا أجد صعوبة في التذكر..إنه في شهر مارس ، و الإحتفال بأول شهيق للموتى..!!.
كان علي أن أرى وجهه ساخطا..
أول وجه أراه يحملق فيّ بغيظ..
أول وجه أراه على الإطلاق..
طفرة وراثية من عصر ما ولدت فيه..ألقتني في زاوية من سجن غير مرئي..
المؤلم أن هذا السجن المثالي لأستقبال المخلوقات المشوهة الشديدة الخطورة على ذوي الرؤوس المربعة لا تقوم له زاوية ، و لا جدار..
انه لزج ، يتقلب عبر فضاء دون بوابة تذكر ، دون نافذة تدخل منها الشمس..
لا تذكرة للعودة..هناك ربما سأجد اشباها لي من الموتى الأحياء..
ربما أجد كائنا واحدا برأس بيضوي..
كل ما حولي من مرايا مرنة تريني المخلوق الوحيد المتواجد في زنزانتي برأس بيضوي مغضوب عليه ابدا..
ألحياة التي وهبتني شهيقها..جعلتني أتذوق موتي دون قياسات هندسية منطقية ..أو تفسير لمعنى سيادة الزوايا القائمة..على بيضوية رأسي..!!!.



الشك: حق انساني مغيب






البعض يعتقد ان الانسان يولد كصفحة بيضاء، و هذا ليس صحيحا بالكامل، فهناك الكثير مما يرثه جينيا، و لا ينتقص من تاثيره سوى ما يصادفه من تجربة، و قد يتم التعامل مع التجارب ذاتها وفق توجه خاضع ايضا لسلطة الجينات.
بشكل عام يقبل الانسان على الحياة غرا، طريا، قادرا على الامتثال لشكل الاناء الذي يوضع فيه كما السوائل، يتلقى التوجيهات الأولى بصيغة أوامر تصدر عمن حوله، يموضع العقل ما يستقبله عادة من معلومات أولية في قوالب تتحول بمرور الوقت الى مسلمات، قد لا يعود الى الخوض في تساؤل حول مدى صحتها أو أهميتها في حياته، و نسبة من يتمكنون من العودة و التساؤل هي ضئيلة، و إن ولد الفرد في بيئة مترفة نوعا ما، فهو نادرا ما يرفض ما تنقله الحواس، و ما يتمظهر عليه الواقع، ليضع خياراته العقلية بديلا لقوالب محكمة الاقفال في مجتمع يرتضيها حكما من البدء حتى المنتهى.
لذلك يعتبر الشك خيارا منهجيا فكريا مترفا، لم توفر تكنولوجيا الحضارة سبيلا اليه، فهي تتعامل مع العقل البشري كطرف آلي يتفاعل مع معطيات اقتصادية حسبت بدقة تجارية تجعل من الخضوع لها دون رد فعل رافض لحصارها المضروب حول دقائق حياة الانسان امرا يتطلب قدرات عقلية خارقة.
ان الاستجابة الإرادية لتأثير العالم المتخفي خلف الأزرار تتحول بمرور الوقت الى استجابة لا ارادية و ميكانيكية، تسفر عن حشر ثقافي لمنظومة فكرية موحدة عالميا لا تتبنى، و لا تلتفت للموروثات الثقافية المتباينة من بقعة الى اخرى.
هنا يصبح الشك كمنهج للبحث عن الحقائق في أبعد زاوية من وعي الانسان المتحضر، رغم توفر الازرار لولوج عوالم مختلفة و متناقضة، نظرا لهول الشبكة العنكبوتية التي تصادر حق الانسان في الشك و التساؤل، و تحيله الى فريسة محاصرة بخيوطها في انتظار عنكبوت منظم يمتص كل امكانياتها البشرية الخلاقة بغية تحويلها نحو مجرى موحد يصب في صالح الانتصار الاقتصادي و الفكري لسلطة رأس المال العالمي.
إن كان هذا حال الإنسان الغربي الذي يستقبل المعلومة عبر وسائل حضارية صنعها مجتمعه بايمان مطلق على انها حقيقة ، فكيف سيكون حال الفرد العربي المعد سلفا كمستهلك سلبي لهذه السلطة المعلوماتية؟.

يقول الامام الغزالي: " إن الشكوك هي الموصلة للحقائق, فمن لم يشك لم ينظر , ومن لم ينظر لم يبصر, ومن لم يبصر بات في العمى والضلال".
هذا قول الغزالي الذي عاش في عصور غابرة، و هو لم يقله الا لتوفر فرصة الشك و التساؤل في زمنه، فهل  يحظى الانسان العربي الآن بفرصة مماثلة؟، هل يمكنه حقا ان يكرر قول الغزالي، و يطرح اسئلة تتوغل داخل غلالة القداسة التي أحاطت بكل ما قدم به العهد؟.
المجتمعات العربية لم تعد تمتلك القدرة على الخلق، لأنها ببساطة حرمت من تبني مبدأ الشك، و هو أول خطوة نحو اليقين، و لأن الحقيقة المطلقة لم يعد لها وجود ازاء قوانين النسبية لرائدها اينشتاين، فان الحقيقة النسبية ذاتها لم تتمكن من التجذر في الوعي العربي، و هذا أسفر عن شعور حاد بالاغتراب، اضافة الى الشعور بالعزلة، و الى الاندفاع الأعمى نحو الايمان بالمسلمات كانها الحقيقة المطلقة، و غلق باب التساؤل و الشك تماما.
هذا أول حاجز يوضع بين الفرد و المعرفة، بين المجتمع و انسجامه مع الوجود الحضاري بمجموعه، مما يولد نوع من الفصام الفكري، و التراجع قرونا الى الوراء لوذا بما قد يعني اليقين لمجتمع لا يمثل سوى ايقونة لمصادر الطاقة تقوم عليها الحضارات المناوئة لوعي الفرد العربي المغيب.

ان الشك كقيمة فكرية هو جزء من حرية الانسان، و حق من حقوقه، و هو خيار لا يتيسر في فضاءات مغلقة بمتاريسها التأريخية المحكمة، هذا يعني اننا قد اخترنا ان نعيش على فضلات انفاسنا من ثاني اوكسيد الكاربون و غيره، و منعنا بمحض ارادتنا وصول الاوكسجين، الغاز مسؤول عن البقاء الانساني، ازاء ذلك علينا القبول بالانقراض كواقع مستقبلي لمجتمعات مستهلكة لا عطاء لديها تقايضه بالعطاء الكوني السائر قدما نحو الامام. 

نشرت في صحيفة الحياة على هذا الرابط:
http://www.alhayat.com/search.aspx?searchtext=%D8%A7%D9%84%D8%B4%D9%83%20%D8%AD%D9%82%20%D8%A7%D9%86%D8%B3%D8%A7%D9%86%D9%8A%20%D9%85%D8%BA%D9%8A%D8%A8&searchmode=anyword

بقعة 23




لدي الفرشة و الألوان...
و ساغير واقعي بالواني..
شرط ان يكون للناس عيون تميز الجمال من السماجة..
ان تعلو فوق ما يلمع، و ترى ما في الأعماق..
ان تهبني السكون لأجعل منه نعمة اسمها السلام..
ان تهبني الوقت، لأصنع عمرا يليق بالانسان..
ان تهبني الأرض، لأجعلها تحفة الأوطان..
ان تهبني الحرية، لأحطم قيود المكان..

اني قادرة على التغيير شرط ان لا يكون رفيق خوان..



قميص يوسف





جابوا بس قميصك بيك تهموا ذيب
و بري منك الذيب بهاي ما ينلام
كفكف دمع عينك سيدي يا عراق
انت الذيب وحدك و البقية اغناااااااااااااااام

اني هائمة بحبك يا وطن النخيل، و في يدي سلاح الكلمة  لاغيرها......
 ان الليالي لابد ان يعقبها فجر، و اللصوص سيكونون تحت وضح النهار.......
وطن مسروق من شعبه، نعم، لكن الصمت ليس من شيمة المظلوم، سيأتي يوم حتما تنطلق فيه صرخة الجموع الهادرة ضد كل جريمة ارتكبت بحق اهل الرافدين....
لست اشعر باليأس، فانها غمامة سوداء، و ستنهال بمطر خير حين تنتهي....
لدي ايمان بطيبة الانسان العراقي، لدي ايمان ان التراكم الفيزيائي سيعقبه تغير كيميائي، و التغير الكيميائي هو ثورة الواقع على كل ما هو غير سوي......
قادمة ايتها الثورة من دموع الامهات و السبايا، ان صمت الرجال، فكل صرخة سبية و مغتصبة ستمزق السماء، و تسقط النجوم مشاعلا تنير الحقائق الضائعة بين ركام الماضي.......
عليكم بالتلاحم، و لا تلتفتوا للمفردات التالية التي وضعها محتل غاشم:
شيعي ، سني ، مسيحي ، ايزيدي ، كردي ، تركماني، شبك، فيلي.. و غيرها الكثير
انها مجرد كلمات.....
في النهاية كلنا عراقيون، و ليس لدينا من وطن سوى العراق..
الساسة سيسافرون باموالهم نحو القصور التي اشتروها في شتى انحاء العالم، و العراق باق لفقرائه، فلا تفرطوا به، فهو بيتنا الوحيد، و بدونه سنكون فلسطين رقم 2........
انظروا الى غزة و اتعظوا، فان داعش هي اسرائيل، انهم يقاتلوننا بعيدا عن اراضيهم، و بمرتزقة من مختلف انحاء العالم، لكنهم في النهاية ينظرون الى هدف واحد يعنيهم،
اسرائيل من الفرات الى النيل.....
لا تتركوا العراق لهم، و تتمزقوا تحت رايات المذهبية و الكراهية......
الأمل في وحدتكم و حبكم للعراق....

لا تنسوا ذلك ابدا....


احبك يا عراق




سلام عليكم و على العراق
انا الكاتبة ماجدة غضبان، اكتب لكم من مدونتي عل رسالتي تصل الى صفحتي في الفيسبوك، لقد تم اختراق صفحتي مجددا، و هذه محاولة مني للتواصل معكم من خلال ارسال النصوص من المدونة، فقد عجزت عن الوصول اليها حتى الان، ان تم نشر اية اساءة فانا براء منها، ان تم تغيير صورتي او الغلاف بما يسيء الي فاني اوصيكم بنشر تكذيب باسمي.
كونوا بخير
مرفق مع الرسالة صورة لم تنشر سابقا تثبت اني الكاتبة ماجدة غضبان، و لازلت امتلك صفحتي في غوغل و مدونتي ايضا، و سأكتب لكم من خلالها، رابط المدونة ادناه، احتفظوا به لتتابعوني:

http://tabohat.blogspot.com/