عتبي عليك يا وطن




منحتني طينك فمنحتك دمي..........

يا وطني الكريم ما الذي جعلك قاسيا الى هذا الحد؟

استبدلت نخيلك بالقبور، و مياهك بدم اهلك؟..

زرعك النابت في الجنة صار ذرات ذكريات في احلام 

المغتربين فيك و بعيدا عنك..

ولهتنا في حبك و تخلت أحضانك عنا..

ما الذي جنيناه يا معشوق سوى اننا احببناك اكثر

 من ارواحنا التائهة بين ثراك و سمائك؟

الرحمة يا وطن


الرحمة يا عرااااااااااق






عراقي



د.ماجدة غضبان المشلب


كعمر فراشة انزلق عمره..
لم يقل بعد ما يريد، ليس كل ما يريد، بل ما يريد حقا..
الصمت ازاء العبث كان أفضل متاعه في رحلة طويلة..
ساقاه تسبتد يهما رغبة رقص فوق حلق قبر.. و على وجهه ارتسمت نفحات من تجاعيد بليدة..
كان ارثه صرخة فحسب، اوصى بها لحفيده الصغير
_لن يكون بوسعك سوى الصراخ..
قال رفيقه في الزنزانة..
_اليوم غائم جدا
_لا، هي عاصفة ترابية على الأغلب..
ارتكز السكون على مرفقه متأملا كلا الرجلين..
ضج المتاع في الحقيبة..
جيء بالصندوق الطويل..
 رقد فيه ليعرف ان كان يناسب جسده تماما..
الشمس تهمس بلذيذ فجرها على ورق الشجر..
السماء في صحو مميت حتى للسكون نفسه..
امتلأ الصندوق.. و تركت الحقائب.. و نهبت رحلة الصمت..
_لم يعد بوسعك الصراخ أيضا..
و لست من الأبطال لأفعله من أجلك..
غادر الزنزانة المشتركة..
 و قدم طلب لجوء لزنزانة أخرى مكتظة كسوق..

عمال السجن حملوا الصندوق دونما عناية نحو مقبرة السجن العظيمة..






مدرسة المأمون الابتدائية




د.ماجدة غضبان المشلب


المدرسة كانت من طين..
و ارجل الاطفال قد ارتدت طينها الحري ببساطة و حب..
لكن هذا لم يمنع توقهم الى تعلم الحروف..
الآباء و الامهات يدفعون بأولادهم الى السير مسافات طويلة نحو مدرسة المأمون..
لا أدري ما سر رغبتهم في التعلم قاطعين يواوين الطماطة و البطيخ؟
حفاة كانوا يسيرون اليها..
و المعلمون قد قدموا بملابسهم الافندية المترفة..
معظمهم من الشيوعيين..
فمن ذا الذي يغوص في وحول الشتاء، و السباخ في ريف قلعة سكر ليعلم الصغار سواهم؟
لا أدري ما حل بمدرسة المأمون، لكني على الاقل اعرف طبيبا حاصل على زمالة الجراحين الملكية قد خرجته مدرسة المأمون، و مهندسا في النفط يعمل رئيسا لكبرى شركات النفط العالمية، اعرف ماجدة غضبان المشلب لم تكمل دراسة الصف الأول فيها حين أعلنت انها قد أصبحت طبيبة و لا حاجة لذهابها للمدرسة بعد اليوم، تمردت، و تمادت في تمردها حتى صار حياة، اعرف محاميا، و مهندسة و شاعرة اسمها ساجدة الناصري او ساجدة غضبان المشلب، و طبيبا آخر، و شاعرا....عشرات الشعراء و الاطباء و المهندسين كانوا في تلك الصفوف 
المصنوعة من طين.....


هكذا عرفت قلعة سكر....

و هكذا هو العراق....