ازياء النساء على مر العصور .. تعرية وتكفين وفق اهواء سلطة الذكر








ابتدأ الزي لدى الانسان ووفقا لقصة ادم وحواء بورقة توت فقط تغطي الاعضاء الجنسية الخارجية.


حسب القصة المتداولة في كتب الاديان، مع اختلاف الرواية، ان الانسان لم يكن ليعرف الحياء لولا تناوله للتفاحة وسقوط ورقة التوت، واضطرام الشهوة في جسد ادم دون حواء، الامر الذي جعله غير مؤهل للبقاء في الجنة وتعرضه لعقوبة الهبوط الى الارض مع شريكته المخلوقة من ضلعه، وقد نسب لها الاغواء بوحي من الشيطان.



هنا تتضح عدة ملاحظات:


اولا، خطيئة ادم كانت في استجابته للاغواء ناسيا وصايا ربه، معادلة عسيرة على الفهم، مالذي دفعه للعصيان ان لم تكن الشهوة سابقة في وجودها للاغواء في جسده عن سبق اصرار؟؟.


ثانيا، كانت حواء اداة طيعة في يد الشيطان والاشد طاعة منها كان ادم، رغم انها لم تكن تمتلك رغبة جسدية ترغمها على سماع نصيحة الشيطان، لم خلقت اعضاؤها اذن مجردة من شهوة وضعت في جسد ادم رغم انها مطالبة دوما بالامتثال لنزواته؟؟.


ثالثا، انتصار كبير يسجل للشيطان الذي رفض السجود حسب رواية القرآن لمخلوق من طين في اول تحد بين الشيطان وربه، الا ان الكيد العظيم نسب لحواء لا للشيطان؟؟؟؟.


رابعا، الاعضاء الجنسية قد خلقت سلفا في جسد الاثنين، وهذا يعني بطريقة لا تقبل الشك ان التكاثر كان حتميا، وان الجنس بالاعضاء الخاصة به لم يكن دنسا فقد خلقت من طين ايضا، وغاية الجنس معروفة الا وهي التكاثر، ولكي لا يعزف الانسان عن تكاثره وضعت الرغبة العارمة التي تجرف رغما عن تحريم الرب الى اول فعل جنسي يتلو تناول التفاحة؟؟؟.


علام كانت هذه الدائرة بين ادم وحواء والشيطان وعصيان الرب، والنية في جعل ادم يتكاثر مدفوعا بالشهوة مستخدما اعضاؤه الموجودة تحت ورقة التوت مثبتة اساسا وليست محض صدفة افتعلها الشيطان او حواء؟؟؟


رابعا، ارتباط الرغبة بالشعور بالإثم وان كان المسار قد تم رسمه مسبقا، ما ذنب ادم وحواء في قصة محبوكة سلفا؟؟؟.


من خلال هذه الملاحظات او التساؤلات نعلم ان سيناريو الشهوة والتكاثر والهبوط الى الارض كان مرسوما خارج وعي ادم وحواء، فهما لم يعرفا بوجود الشهوة الا حين سقطت ورقة التوت، الدائرة رسمت بدقة، لا محال من نزول ادم الى ارضه، ولا خطيئة هنا فالقدر محسوم لصالح شهوته وتكاثره ونزوله للارض.


مع شعور الإثم تمت تغطية اعضاء الانثى والذكر، فهذه الاعضاء تذكرهما بالعصيان الاول، مع ان الدلائل كلها تشير الى ان الجنس واقع لا محالة بوجود الشيطان او عدم وجوده، فالرب لم يخلق جهازا انثويا واخر ذكريا عبثا؟؟؟.


استمر الانسان في تغطية اعضائه، ثم تفنن فيها مع تطور الحضارات، لكن امرا حدث هنا وهو لازال مستمرا حتى يومنا هذا، ان ورقة التوت المتشابهة في بدء التكوين اصبحت تختلف مقاسا وشكلا عند اعتلاء الرجل للعرش وحكمه للارض بعد اول جريمة قتل ارتكبها احد ابناء ادم "قابيل".


رغم ان القاتل كان ذكرا الا ان الحبس والتوقف عن ممارسة حياة الذكر كان من نصيب الانثى مع تغيير زيها وفقا لمشيئة السلطة الذكرية.


لا يمكن المرور هنا بتغير الازياء عبر التأريخ، فهو موضوع لا ينتهي لعدة عصور، والاراء فيه مختلفة الا ان الثابت فيه:


ان تغطية جسد الانثى وتعريته تم دوما بامر من سلطة الذكر وليس برغبة منها.


واستخدمت السلطة قبل نزول الانبياء سطوة الالهة المختلفة في حكم الناس وجعلت للانثى تبعيتها التامة للذكر وصولا الى قتلها بموت المتبوع او دفنها حية معه.


مع هبوط الرسالات السماوية كان لزي المرأة النصيب الاكبر من الاهمية مع طول وشكل لحية الرجل وشاربيه وردائه وغطاء راسه، حتى ان الاديان اختفت بمبادئها تحت دثارات متغيرة ومختلفة لجسد الانسان ونماذج لا حصر لها من الشوارب واللحى باختلاف الاديان والازمان.


بشكل عام كان هنالك نوعان من النساء:


واحدة تدثر لتنجب الابناء واخرى تتعرى لتمتع الرجل حتى يومنا هذا.


المرأة العارية نصيبها الاحتقار والاذلال والكثير من المال والمرأة المختارة للتكاثر نصيبها الكساء والتبعية والاذلال ايضا بشكل او بآخرعلى اختلاف الحضارات.


منذ البدء ارتبطت طاعة الله وعصيانه بورقة توت وبظهور الاعضاء من عدمها واستحفال الشهوة او السيطرة عليها.


لقد كانت مجرد ورقة توت..من المسؤول عن تحويلها الى ازياء مختلفة تكبل تارة وتمنع حتى شم الهواء وتعري تارة سوى سلطة الرجل الدينية والمدنية؟؟؟؟.


من جعل العري نصيب نساء الغرب والكفن نصيب نساء الشرق؟؟؟؟؟؟؟؟؟.


قد كف الله عن اختيار الانبياء وانزال وحيه لتنظيم حياة الانسان، لكن الرجل مازال يكبل المرأة شرقا وغربا بزي يحلو له هو وليس غيره ويتوائم وعقليته وما على النساء سوى الطاعة، من منح الرجل هذا الحق؟؟؟؟.


ان الله واحد والارض التي خلقنا عليها واحدة الا ان المرأة التي انجبت وارضعت كل من يمشي عليها لا ترتدي ابدا باختيارها الزي الذي تحب.


ابدا ابدا منذ بدء التأريخ والمرأة ترتدي ما تحبون ايها الرجال، فاذا كانت شريكتكم المرأة لا يحق لها التخلي عن الكعب العالي المؤلم او النقاب الخانق .. فماذا ابقيتم لها من حقوق الانسان وانتم ترهقونها برغبات عضو ليس له من فضل على خلق الانسان سوى نطفة يقذفها لحظة شهوة وتعاني المرأة بسببها شهور الحمل والارضاع وما لا ينتهي من ظلم احكامكم المستبدة ؟؟؟؟.


من هنا وحيث احاسب على ما ارتدي، واقيم لا وفق وجودي الانساني وعطائي وذكائي ونتاجي، بل كما اردتم لكسوة بدني وشعري، اطالبكم ان تدعو الامهات التي انجبتكم والتي ستنجب ابناءكم ان تقرر من حياتها على الاقل ما يناسبها من رداء، وهذا اضعف الايمان على ارض لا ارى فيها سوى عصور متعاقبة من استبداد ذكوري معتم.


قبحت حضارة وان بلغت القمر لا تمنح المرأة حتى حرية اختيار ورقة توت كبرت او صغرت كانت لها يوما لولا إثم آدم.



Unknown

About Unknown

كاتبة عراقية ملحدة الحمد للعقل على نعمة الالحاد. تولد عام 1964. حاصلة على البكلوريوس في الطب و الجراحة البيطرية. صدرت لي عدة مجاميع شعرية. تنوع نتاجي الأدبي بين الشعر و القصة القصيرة و النص المفتوح و المقالة. لازال هناك المزيد من المخطوطات الشعرية والقصصية تتكدس بين برزخ الحلم و حقيقة التجسد...... لدي مشاريع روائية تنتظر لحظة قطافها.،

Subscribe to this Blog via Email :