د.ماجدة غضبان المشلب |
كعمر فراشة انزلق عمره..
لم يقل بعد ما يريد، ليس كل
ما يريد، بل ما يريد حقا..
الصمت ازاء العبث كان أفضل
متاعه في رحلة طويلة..
ساقاه تسبتد يهما رغبة رقص
فوق حلق قبر.. و على وجهه ارتسمت نفحات من تجاعيد بليدة..
كان ارثه صرخة فحسب، اوصى بها
لحفيده الصغير
_لن يكون بوسعك سوى الصراخ..
قال رفيقه في الزنزانة..
_اليوم غائم جدا
_لا، هي عاصفة ترابية على
الأغلب..
ارتكز السكون على مرفقه
متأملا كلا الرجلين..
ضج المتاع في الحقيبة..
جيء بالصندوق الطويل..
رقد فيه ليعرف ان كان يناسب جسده تماما..
الشمس تهمس بلذيذ فجرها على
ورق الشجر..
السماء في صحو مميت حتى
للسكون نفسه..
امتلأ الصندوق.. و تركت
الحقائب.. و نهبت رحلة الصمت..
_لم يعد بوسعك الصراخ أيضا..
و لست من الأبطال لأفعله من
أجلك..
غادر الزنزانة المشتركة..
و قدم طلب لجوء لزنزانة أخرى مكتظة كسوق..
عمال السجن حملوا الصندوق
دونما عناية نحو مقبرة السجن العظيمة..