فقدان امرأة من قلعة سكر



د.ماجدة غضبان المشلب

هل فكرت انها لو فقدت ستحدث تغييرا ما؟
سيتوقف دجلة مثلا عن الجريان؟
او سيجف نهر الفرات؟
لن يكون للمالكي الحق في ولاية ثالثة؟
ان الفقدان في بلد الضياع هوية..
و هوية هذه المرأة الاختفاء..
هكذا ببساطة..
دون أدنى أثر..
فبقاء الجنس البشري ليس معني بالفرد، بل بمجموع الافراد..
اغلق المحضر..
لا تعلن النعي فهي لم تمت بعد..
هي أيضا ليست على قيد الحياة..
هي امرأة من قلعة سكر..
يعني شروكية.. و شيعية.. و أكيد في ماضيها كانت شيوعية..
ألا ترى لعنة الشين تكعيب؟
ذلك ما يستحقونه صناع هذه اللعنة و منتسبيها..
كف عن البكاء..
ستظل مقاعد البرلمان مسكونة بالعفن..
و كل العروش ايضا..
ابتداء من المدير الصغير الذي يلعق كل حذاء كي يتعاظم و انتهاء بالمالكي..
فقدت امرأة من قلعة سكر.. لكن قلعة سكر باقية..
ماذا؟؟؟
أتقول ان قلعة سكر فقدت طعمها، و ثلم تأريخها؟؟..
هذا كثير على امرأة ما..
كما قلت لك..
الفقدان في بلد الضياع هوية..
ارم كل أشيائها في الغراف..
و ستعتاد الغياب..
كما اعتدناه جميعا..
انه نوع من التقليد الشعبي..
ضمه الى متحف موروثات هذا الشعب..
و سترى أن لا مشكلة في إختفاء امرأة..


Unknown

About Unknown

كاتبة عراقية ملحدة الحمد للعقل على نعمة الالحاد. تولد عام 1964. حاصلة على البكلوريوس في الطب و الجراحة البيطرية. صدرت لي عدة مجاميع شعرية. تنوع نتاجي الأدبي بين الشعر و القصة القصيرة و النص المفتوح و المقالة. لازال هناك المزيد من المخطوطات الشعرية والقصصية تتكدس بين برزخ الحلم و حقيقة التجسد...... لدي مشاريع روائية تنتظر لحظة قطافها.،

Subscribe to this Blog via Email :