مدرسة المأمون الابتدائية




د.ماجدة غضبان المشلب


المدرسة كانت من طين..
و ارجل الاطفال قد ارتدت طينها الحري ببساطة و حب..
لكن هذا لم يمنع توقهم الى تعلم الحروف..
الآباء و الامهات يدفعون بأولادهم الى السير مسافات طويلة نحو مدرسة المأمون..
لا أدري ما سر رغبتهم في التعلم قاطعين يواوين الطماطة و البطيخ؟
حفاة كانوا يسيرون اليها..
و المعلمون قد قدموا بملابسهم الافندية المترفة..
معظمهم من الشيوعيين..
فمن ذا الذي يغوص في وحول الشتاء، و السباخ في ريف قلعة سكر ليعلم الصغار سواهم؟
لا أدري ما حل بمدرسة المأمون، لكني على الاقل اعرف طبيبا حاصل على زمالة الجراحين الملكية قد خرجته مدرسة المأمون، و مهندسا في النفط يعمل رئيسا لكبرى شركات النفط العالمية، اعرف ماجدة غضبان المشلب لم تكمل دراسة الصف الأول فيها حين أعلنت انها قد أصبحت طبيبة و لا حاجة لذهابها للمدرسة بعد اليوم، تمردت، و تمادت في تمردها حتى صار حياة، اعرف محاميا، و مهندسة و شاعرة اسمها ساجدة الناصري او ساجدة غضبان المشلب، و طبيبا آخر، و شاعرا....عشرات الشعراء و الاطباء و المهندسين كانوا في تلك الصفوف 
المصنوعة من طين.....


هكذا عرفت قلعة سكر....

و هكذا هو العراق....







Unknown

About Unknown

كاتبة عراقية ملحدة الحمد للعقل على نعمة الالحاد. تولد عام 1964. حاصلة على البكلوريوس في الطب و الجراحة البيطرية. صدرت لي عدة مجاميع شعرية. تنوع نتاجي الأدبي بين الشعر و القصة القصيرة و النص المفتوح و المقالة. لازال هناك المزيد من المخطوطات الشعرية والقصصية تتكدس بين برزخ الحلم و حقيقة التجسد...... لدي مشاريع روائية تنتظر لحظة قطافها.،

Subscribe to this Blog via Email :