المدرسة كانت من طين..
و ارجل الاطفال قد ارتدت
طينها الحري ببساطة و حب..
لكن هذا لم يمنع توقهم الى
تعلم الحروف..
الآباء و الامهات يدفعون
بأولادهم الى السير مسافات طويلة نحو مدرسة المأمون..
لا أدري ما سر رغبتهم في
التعلم قاطعين يواوين الطماطة و البطيخ؟
حفاة كانوا يسيرون اليها..
و المعلمون قد قدموا بملابسهم
الافندية المترفة..
معظمهم من الشيوعيين..
فمن ذا الذي يغوص في وحول
الشتاء، و السباخ في ريف قلعة سكر ليعلم الصغار سواهم؟
لا أدري ما حل بمدرسة
المأمون، لكني على الاقل اعرف طبيبا حاصل على زمالة الجراحين الملكية قد خرجته
مدرسة المأمون، و مهندسا في النفط يعمل رئيسا لكبرى شركات النفط العالمية، اعرف
ماجدة غضبان المشلب لم تكمل دراسة الصف الأول فيها حين أعلنت انها قد أصبحت طبيبة
و لا حاجة لذهابها للمدرسة بعد اليوم، تمردت، و تمادت في تمردها حتى صار حياة،
اعرف محاميا، و مهندسة و شاعرة اسمها ساجدة الناصري او ساجدة غضبان المشلب، و طبيبا آخر، و شاعرا....عشرات الشعراء و الاطباء و المهندسين كانوا في تلك
الصفوف
المصنوعة من طين.....
المصنوعة من طين.....
هكذا عرفت قلعة سكر....
و هكذا هو العراق....