د.ماجدة غضبان المشلب |
سحابة يومية تجتاز سماءها
المتشحة بمعطف شتائي اسود اللون..
تشد بأصابعها على اللحظات
المحلقة كفراشات لا تعود..
تتمنى لو ان الثواني تتحول
الى حروف.. لو ان الحروف تتحول الى اهرامات، و تظل شاهدا على لحظاتها المفعمة
بالمطر..
اكسسوارات زمانية و مكانية
تبحث عن خلودها بين السطور، الكثير مما فيها يقف في صفوف الانتظار يعتزم البقاء
ابدا..
لم كل هذا الخوف من الإندثار؟
و ماذا يعني لو انهم عرفوا
بما كان بعد الف عام؟..
ربما لو لم يصل تأريخ قريش
ليحط بين النهرين لما كانت سيول الدماء، لو ان اكسسوارات قريش لم تنقلها
المخطوطات، لم يتلاعب بها الخلفاء على هواهم، لم يرممها ابن تيمية لأصبح بامكانها
التحليق الآن كنورس فوق دجلة..
ليس علينا دوما ان نعتني بما
حدث و نحفره على الصخر.. فهنالك دوما ما يتحول من خلال تفاعلات غريبة الى وحش
مخيف.. يستند بوجوده الى حكاية مختلفة تماما.. ربما عن فراشة مسالمة لا أكثر و لا
أقل..
احتارت السطور بين شرق و
غرب.. و قهقهت الصدفة التي لا يمكن ايجاد تبرير لها.. و سخر القدر من الحاحها في
التدوين..
رغم ذلك.. مازالت اصابعها لا
تكاد تحرر اللحظات من تشبثها العابث..
مازالت السطور تنساب على
الشاشة بلونها الازرق..
مازالت تظن ان صباحها هذا قد
يكون الاخير.. و هي لم تقل كل ما لديها بعد..
أي من السطور سيجتاز الصراط
المستقيم نحو جنة او نار؟
اي منها سيخلد ليصبح الصورة
الوحيدة الخالدة عن زمن ما؟
كيف سيستقبل القادمون شذرات
التأريخ المخفية بعناية الصدفة عن ترقب الاندثار؟..
دخلت عيناها في سراب الوجود..
و تمردت دجلة على الضفاف..
و شمخت الصدفة مع رفيقها
القدر كحقيقة لا على الارض سواها..
هذا كله لا يعني انها لن تكتب
دوما و كل صباح..
انها سحابة يومية تجتاز
سماءها المتشحة بمعطف شتائي اسود اللون..
مجرد سحابة..
ككل شيء آخر في الوجود..