صورة حقيقية لنهر الغراف مع تلوين و فن فوتوشوب |
حذرت الاقتراب منه جدا..
ارتدت على أعقابها خطواتي
الأولى..
تعانقت بصماتي و الجدار الذي
ناطح الصور المرسومة بعجالة الزمن اللاهث خلف رحيل المكان..
تدثرت بك تماما.. كي اجهض
المزيد من التقدم..
ملأت قصور الضوء ببريق ظل
معلقا بين دمعتي و مقلتين بدتا كحجرتين شرع باباهما عنوة..
الوجل دخل من كل ثقوب الريح
المفعمة برعشة الاكتشاف..
ما فرشته من موائد ظل خاويا
من شبعه، ظامئا دون ان ينتابه شغف الماء..
اقتربت ظلال اشجار الغابة.. و
شن الاصيل هجوما ضاريا معلنا قدوم شرانق العتمة..
لم أكن أخشاها.. خشيت ان يأتي
الفجر دونك.. ان تكون تلك الليلة الأخيرة..
رممت الطريق علني اجدّ في
العدو حتى ابلغ المرمى دون ان انال الرضاب المسفوح على عتبة قبلة..
حذرت الاقتراب..
حذرت عينين من حجر..
حذرت رضابا حط كحلم على جفن
اضناه الأرق..
تلك انا العتية خلف الجدار..
انا التي لم يعثر علي نهار، و
لم يضمني ليل بدفء تمنيته..
انا التي حزمت الرحيل في علبة
من ورق مدرستي..
و غزلت الشموع من مكابرة
الدمع بين ضفتين..
تلك انا التي اقتربت كثيرا
حتى أصبحت فيك كعبة ترنو اليها، و تهرب بك كل أجنحة الطيور عن درب الحج اليها..