انه العُباب الذي يسحق
الزمن
وإن اعلنتْ ابوابُك
ثورتَها على البيوت
المزدانةِ بالصدى!
______________
مالذي قرّح عينيك
ايها الاعمى حين سبَرتَ
غَوْر الصمت؟
صخب المدن؟،
همس العشاق؟،
صراخ امرأة
ساعة مخاض؟،
عويل صبي
مزقه الخوف؟،
اهات رجال يتشهون امراة؟،
بكاء طفل سوره الحرمان؟،
ام نباح كلب
حول جثة انسان؟
______________
مستدير هو الوقت
مستدير هو المكان
بريق يريقُ الدجى
كأنه عينان
______________
دون ان يفزعَ نافذةً
او يثير صرير الباب
يـهلّ
بين يديه صرة ضوء
تظن لوهلة انك ستضعه
وشاحا،
او انه سيقدح كبرق خاطف
لكنه يخترق قلبك،
ينير شحوب الغرفة
يسرقُ ثوبَ الزمن الوهّاج
يحدثكَ دون صوت
ويراكَ دون ابصار
يمدُّ جذعَه بهدوء
بين ضفتي الجرح المنفرج
يستكين الالم
ويهدأ الانين
وعلى النافذة المنقرضة
يغزل العنكبوت خيوطه
الخالدة
ويغيب العالم
خلف غبار داكن
______________
صغير
يتكئ على ضلع
اعوج!
يطلّ من بين مِزَق
يعابثُها الشوق
لا ظلَّ له
لا بيت يأويه
مُدامُه رحيق الحزن
والملل يسكنه
ولصرختِهِ
حجم قبضة يد!
______________
ليلثمْ خدَّكِ
بيتٌ من الشعر
ولتعتقـْك ِالقصيدة!
هذا ما أغدق به
وجدُكِ اليوم
من سماء أكمدَها
العمى
وراعَها اللامنتهى
ارتشفي السقوط
على مهل
كأنه التحليق
في جُبّ الهوى
وأودعي الرباب
وطنا
ترابه قوس قزح
______________
إذ أدركَ.....
كلَّ الحب....
لم تلمح فيه
سوى الوجه....
المتجعد.....!!
______________
اهربْ
ببعضِ ما فيك
هذه الوديانُ خاويةٌ
ليس فيها ما يشبهُ
عشبةَ الروح
مزّقْ اسوارَ الهواء
واقطعْ سلاسلَ الماء
واتركْ لجفنيك
قرارَ لحظةِ المغيب
فلا غيرُ فجرٍ
حملَهُ قرطاسُك القديم
او ذاك الذي تشيحُ
بعينيك عن مرآه
وليس سواك،
حصادُ البكاء
اوشكَ ان ينتهي
والطريقُ ألقَمَنا فرعَهُ
الشائك
يمتدُّ بيننا
وأبَدِ المقصلة
______________
في ساحةِ إعدام..
كان النهارُ متهما..
بالعصيان!
يعصبُ عينيه الإنسان!
وتنزفُ شمسُه..
من ثقب رصاص..!!
______________
يستيقمُ القلم
وعلى رأسه عمامه،
تفوح منه جرأة الكلام،
يطلُّ شذاهُ الورقَ الابيض،
الجنود يلوحون بالسيوف
تتقدمهم شراسةُ الغبار
والورق الابيض
يُسْقى بأحمر الندى،
يمطر الحبر مدرارا
على ثوب التاريخ
ينتفض القلم
مودعا هُنيهة الروح
مبتسما لاكفان الكلمات،
يقترب صوتُ الحديد والخيول
يسدُّ منافذَ الضوء،
يُطوق مدينةَ المداد
______________
حين يناجيكَ الليل
وحيدا
تفزعكَ دُجيتُهُ
أوقدْ عينيّ
قبسا من نور
لأسكن بيتك
______________
لاجلكَ اعترفُ
في هذا الليل
الذي يستر السرّاق والقتلة
اني قد سرقتُ قصيدتي
الاولى
من صفّ القُبل البائسة
الذابلة
على رفّ لك
مهملٍ في ذاكرة عمياء
سرقتُ ما لم يكن
يعني لك شيئا
وما كان لي الزادُ
وعذبُ الماء
على عتبةِ بيداء
______________
ينتهينَ على وسادته
هذا الغريب
الذي نبعتْ من سُرَّته
نخلةٌ خضراء
يوم َصلبوه
يلتمعنَ عاريات
على دفاتره الساطعة
ينعقدن كطوق من اللؤلؤ
على رقبة عصية
في مملكة تتشامخ
امام جحافلَ ثَو اكل!!
______________
العصافير الشاحبة
تقتربُ
العصافير العارية
تزدحمُ
عند البرزخ
بمناقيرَ تصطك عند البوابات
المرعبة
بعيونٍ زرقاءَ
خضراء
سوداء
تصطادُ سماءً
من دخان،
ربيعا يهلُّ
على الأشجار المورقة
أوطانا
بأغاريدَ ترفُّ
كالرايات
بأجنحة تهطل
زغبا
بأعشاش ترنو
إلى الأشجار المبعدة
خلف السور العالي
عند النهر المحزون!!