متعبون من ثقل الخطوة..
من درب صحراء لا ينتهي بضفاف..
من صوت قيده حبل خواء الوادي، و جفاء الجبل، و تهكم
السهول، و انكار البحر..
من صرخة أغتيلت قبل أن تطلق..
من عشق لم يجد له في القلوب نبضة واحدة..
من تلفت صوب الذي كان..
من حيرة ازاء ما سيكون..
متعبون من ضياع الرفقة في طريق ينتهك حرمة عابريه، من
دائريته التي تعيدنا من حيث بدأنا..
دموعنا تعرفها وسائد الوحشة.. مخفية عن آخر نظنه شامت، و
هو قتيل الدموع ذاتها..
غربة نرتديها في وطن اغترب عنا..
غربة ترتدينا في وطن يقف عند مغرب الحياة..
كل الصرخات في الصدور ترتطم بالاضلاع ثم تعود للحناجر
مكسوة برداء الصمم..
كل العيون التي تحلق بأجنحة الفراشات بحثا عن زهرة عشق
تعود بأجنحة الخيبة..
الزمن يقترف المكان ككذبة لا تنجلي الا عن كذبة أخرى..
المكان يحطم اضلاع الزمان حتى يصبح هشيما..
هو ذا عصر القرية الصغيرة و التواصل الاجتماعي يفشل في
مد جسر محبة واحد بين الانسان و نفسه، و يمزق كل الاشرعة المبحرة نحو الآخر..