اليُتـْم







(1)

سعفة ٌ بلا نخلة
والريحُ تهبُّ ..!

مَنْ أوردَها قطراتِ الندى؟

مَنْ منحَها اخضرار النخيل؟

سعفة ٌ تقلَّـبُها الريح
وتواصلُ الرحيل .....!
......................
.....................
إلى بلادِ النخيل ِ
وهي ليستْ بنخلة؟
..................
.................
الى الصحارى
وهي ليستْ بشوك ؟
...............
..............
الى القصورِ
وهي ليستْ بزهرة؟
.............
............
سعفة ٌ بلا رأس ٍ ..
ولا جذرٍ ..
ولا ثمر ..!
من أيَّ بلاد ٍ جاءت؟
وأيُّ بلاد ٍ ترتضي
احتضان السعفة ِاليتيمة؟

  
(2)

كان الغبارُ
وجهي
ولمحْتـَني ..

خَذَلَتْكَ الرياح
حين نثرتْ
وجهي َ الذائبَ ..
الراحلَ مع الغبار
............
............
كان صوتي خربشة ً
ودمعـُك المِداد ..!
.......................
.......................
شائخٌ  وجهي ... اليوم
ليسَ بغبارٍ ...
او خربشةٍ على المآقي
بل شائخٌ...
شائخٌ  ..
جداً ..!


 (3)

أقضمُ قصائدي
أشذبـُها
أمنحـُها شكلا
أقطعُها من هنا
أمزقـُها من هناك
أريدُها أن تكونَ
طفلتي
أريدُها أن تبكي
بصوتي
حين ينزفُ قلمي
حين يلدُ دمي
قصيدتي

الريح ُ
..............
..............
أيتها الريحُ
.............
.............
هاك ِ صوتي
احملي وجهي
لعلَّ الرجلَ
الذي يقفُ هناك ...
بعيدا ً
ينقشُهُ على جدار ٍ
وتلمحُهُ العيونُ التي
لاتعرفُ الاسوارَ
التي عَرَفنا!!


(4)

قطعنا كلَّ هذا الطريق
ولم يـَعرْفنا أحد ...!

مَثَّلتْ فينا السيوفُ
ولم ينجدْنا احد...!

كان الكونُ هُراء ...!
وكنا عظاما ..
في مقابرَ منسية ...!


(5 )

اهديتـُك الرملَ ..
ولم تجدِ البحر..!

أهديتـُك الغصنَ
ولم تجدِ الندى...!

اهديتـُك دمي
ولم تجدِ النبضات...!

أهديتـُك المآقي
ولم تجدِ الدموعَ ..
تسيرُ قوافلاً
نحو البحرِ الذي
أهديتُك رمالـَهُ الرطبة ...!


(6)

يقولون في المذياع
أن المذابحَ
كانت تسفح ُ دمَها
في القلاع ِ ..
تحت الصخور


يقولون في المذياع
أنهم ...
يجلسون على الموائد
يرسمون خرائـِطَنا
وأوجُهَنا ..
ويشكلون ...
الحكاية ...
من جديد ..!



Unknown

About Unknown

كاتبة عراقية ملحدة الحمد للعقل على نعمة الالحاد. تولد عام 1964. حاصلة على البكلوريوس في الطب و الجراحة البيطرية. صدرت لي عدة مجاميع شعرية. تنوع نتاجي الأدبي بين الشعر و القصة القصيرة و النص المفتوح و المقالة. لازال هناك المزيد من المخطوطات الشعرية والقصصية تتكدس بين برزخ الحلم و حقيقة التجسد...... لدي مشاريع روائية تنتظر لحظة قطافها.،

Subscribe to this Blog via Email :