محنة المثقف العربي




 الفنان فيكتور بريجيدا


معظم مشاعرنا تتعلق بوجهة نظر من حولنا الينا نحن، كيف يرانا الناس و ما هو تقييمهم لنا؟، فنحن ببساطة كائنات اجتماعية، و قد تخلق فينا ردود أفعال المحيطين بنا اثرا سلبيا لا نشعره احيانا، و يظهر بالنسبة لغيرنا على هيئة افعال تبدو و كأننا نقصدها حقا......الفرق بين الانسان المثقف او الواعي و غيره من الآخرين انه يستطيع الفصل بين ذاته و الاحكام الصادرة بحقه و بحق سواه، يستطيع دراسة الفعل و اثره بحيادية، للأسف الشديد المثقف العربي عموما لا يمتلك الفرصة كي يتأمل و يدرس و يستنتج، و لهذا ظل دوره محدودا و بعيدا عن الجماهير، اضافة الى سياسة الاقصاء و التهميش و الفقر التي يعانيها المثقفون اصحاب كلمة الحق، انهم شديدو الغضب، فهم يرون ما لا يراه غيرهم، و يشيرون اليه دون ان يجدوا من يقرأ او يستمع اليهم، و مع الزمن يندحر المثقف نفسيا حتى ينكمش على ذاته، و يتخلى عن الكلمة و دورها، و كثير منهم اليوم اصبحوا يتخذون موقفا معاديا من بسطاء الناس ممن تأخذهم موجات الحياة دون ان يفهموا كيف و لماذا وصلوا الى منحدرات لم يظنوا انهم سيصلون لها يوما.......


Unknown

About Unknown

كاتبة عراقية ملحدة الحمد للعقل على نعمة الالحاد. تولد عام 1964. حاصلة على البكلوريوس في الطب و الجراحة البيطرية. صدرت لي عدة مجاميع شعرية. تنوع نتاجي الأدبي بين الشعر و القصة القصيرة و النص المفتوح و المقالة. لازال هناك المزيد من المخطوطات الشعرية والقصصية تتكدس بين برزخ الحلم و حقيقة التجسد...... لدي مشاريع روائية تنتظر لحظة قطافها.،

Subscribe to this Blog via Email :