الفنان فيكتور بريجيدا |
معظم مشاعرنا تتعلق بوجهة
نظر من حولنا الينا نحن، كيف يرانا الناس و ما هو تقييمهم لنا؟، فنحن ببساطة كائنات
اجتماعية، و قد تخلق فينا ردود أفعال المحيطين بنا اثرا سلبيا لا نشعره احيانا، و يظهر
بالنسبة لغيرنا على هيئة افعال تبدو و كأننا نقصدها حقا......الفرق بين الانسان المثقف
او الواعي و غيره من الآخرين انه يستطيع الفصل بين ذاته و الاحكام الصادرة بحقه و بحق
سواه، يستطيع دراسة الفعل و اثره بحيادية، للأسف الشديد المثقف العربي عموما لا يمتلك
الفرصة كي يتأمل و يدرس و يستنتج، و لهذا ظل دوره محدودا و بعيدا عن الجماهير، اضافة
الى سياسة الاقصاء و التهميش و الفقر التي يعانيها المثقفون اصحاب كلمة الحق، انهم
شديدو الغضب، فهم يرون ما لا يراه غيرهم، و يشيرون اليه دون ان يجدوا من يقرأ او يستمع
اليهم، و مع الزمن يندحر المثقف نفسيا حتى ينكمش على ذاته، و يتخلى عن الكلمة و دورها،
و كثير منهم اليوم اصبحوا يتخذون موقفا معاديا من بسطاء الناس ممن تأخذهم موجات الحياة
دون ان يفهموا كيف و لماذا وصلوا الى منحدرات لم يظنوا انهم سيصلون لها يوما.......