معجزة التدوين





لا استرخاء لشفتين عند مضيق الكلام..
اللسان يتعثر بين هضبة الحرف و جبل الكلمة..
السيوف تبرق عند رقاب الصوت..
و تنتزع الحرب ويلاتها من جوف ماض عتيق..
يعتري القلم زمهرير المداد.. و تضطرب الأنامل أمام انشوطة الحقيقة..
يتنحى يوم عن مسيرة جحافل العمر المتناغمة الخطوات..
تعتكف ورقة خضراء حتى غصة الخريف..
يزيح الضوء بيمينه الستار عن معجزة التدوين..
يتشرذم التأريخ بين الابقاء على السطور او محوها..
تنحني الحقائق امام صدفة العبور الى الضفة الاخرى..
و انحني انا عند شفق البكاء..
دمعة فأخرى تجف على مقلة الشمس..
لا كلمة تحفر على وجه السماء..
لا مطر سيبوح بأنين من رحلوا..
لا ورقة شجر ستكون مرآة مفتونة بنظراتهم الاخيرة..
لا أنا حيث الغياب المغزول من دقيق عظام القبر..
.........................



بقعة 17




الزهور في انتظار المواسم لا يعتريها القلق..
من نطفة اليقين تقتطف المسالك الجبلية نحو الوادي الذي يفيق على عبق فريد.....
دون أذرع ملوثة بجز عشب غض.......دون أعين تطلق شرر الحنق على سلسبيل الشفق المغمور بأطيافه المزوقة.........دون أنف يترصد رائحة الفريسة......دون فم مسمر عند أطلال ضحاياه....دون لسان يلعق بصمات الموت على أطراف موشومة بمخالبها.....دون أذن تصطك نوتاتها بين بدء الصمت و نهايته التي لم تخلق بعد.....

للبقاء قوانينه....
و للزهور متاحفها بين أوراق كتب المنحدرين من سلالة التمرد.....
لها ثوراتها بعد كل يباب....
كل ذاك مرسوم بريشة تذوب ولهاً بين أنامل الجمال....
كل ذاك مكتوب على المسافات الفاصلة بين مخاض الندى و هطوله على وريقات الوطن السخي....

كل ذاك شهدته بمقلتين تغدقان بالمطر و البرق المقيم أبدا بين أجفان آذار و صهوة الريح في فيالق أيلول المنكسرة....





بقعة 18




اريد ضجة تقتل هذا الصمت المريب.......

سواحلا تحتضن السفن المحملة بي........

اني أريد كل شيء، كل ما يساوي اللاشيء في أعين الآخرين.......فثروتي لا تكتنزها الابصار.......و تزهد فيها القلوب..........و تنتهكها الاجساد ان مرت بمجساتها الهندسية.......

اريد موسيقى تفتك بالنحيب.......

اني اريد بعض شيء من كل شيء.........ما لا يفتن العابرون.....ما يسر أمثالي المحتطبين في غابة التأريخ.........



بقعة 16




حلم صغير يقتني شجرة مع ظلها و من تحتها العشب......
بعد صمت مشترك نعهد به الى ساحل بحر سأولد من جديد، و ستتدفق في العروق دماء نقية........سيكون للاخضرار معنى غير الذي كان، و للأصيل حزن بات من الماضي..........ساقايظ الحلم بكل ما لدي لمن يمتلك كلمة المرور نحو هذا المسرى الليلي العذب........أرهقني الجسد المتعب و العناكب العابثة بذكريات مشوكة الازاهير..............اود ان أنبت ببساطة مثل اية عشبة لا تلفت انتباه أحد............

انه حلم صغير يقتني كل ما بقي مني لصالح نبض رضيع يحبو دون أيام سبقت وجوده البريء.......


بقعة 15




صباح الخير ايها الحب الخبيء بين أوراق التوت، ايتها القبلة العذراء تحت ظلال النخيل....

صباح الخير ايتها السطوح المعانقة للفجر دونما تكلف......

صباح الخير يا وطنا موزعا في اشتات الأرض بين قلوب تخفق صوب نهري الفردوس.....

صباح الخير ايها الوطن النابض في كل خلية من جسدي............

اني بعينيك ابدأ النهار و لا اصل لمنتهاك ابدا كأنك المدى العاري من سطوره الاخيرة...

اني في ليلك أذرع الاحلام بك بعيدا عن كل كوابيس تنشر غلالتها الواهية فوق جبينك اللجين.........


اني منك أبدأ...........و ضفافك هي كل ما ترتجيه أناملي............



القتلة




ما طرقوا الباب!
بل دخلوا الجلد..
من شق ميلاد البرعم،
من ثغور الأوراق الغضة،
مع ضوع الزهرة!

ما كسروا الأقفال،
ما هدموا الأسوار،
بل سكنوا بين جناحيّ
حمامة،
في دأب عصفور
يوقظ فجرا ناعس،
على ظهر النملة
تطبق فكيها على حبة قمح!
..........................
..........................

كيف بدأت حكايتنا الدامية؟
أكان سقي النخل
يشغلنا؟،
عبير الزهر الفاتن؟،
هديل حمامات القبة؟،
يقظة عصفور آمن؟،
عظمة النملة؟

يا لغفلة هذا العشق!!
!!!!!!!!!!!!!!!!!!
!!!!!!!!!!!!!!!!!!
..................................
.................................

تغتسل دجلة بالدم،
تحمل بهدوء
جثامين مجهولة،

يحترق النخل
حتى الجذر!،

تفر عصافير،

تدهس أعشاش النمل!!
..........................
..........................
هل يعني الآن شيئا
كيف دخلوا؟؟؟


ليلة سطو












1


هكذا ارادوا.........ان تكون نبأ بين الانباء أبحث عنها بيد مرتعشة و قلب يخفق


لأجلك............



ماذا تعرفون عن العراق بلد السخاء ايتها الايادي الخاوية من


خطوطها؟؟؟؟؟؟؟؟................



ما الذي تعرفونه عن قلوب امهات وضعن النبض بين كفوف الجنود و مقبض


السلاح؟؟؟؟؟.........



أتحسبون ان كل ماء كماء دجلة؟ ، او ان كل هبات الأرض كالرطب المعلق في ثريات


من ماس؟؟؟؟؟....



حسبكم جهلكم به، و هو ربيع الدنيا في شتاء مقيم، و زاد في اواني من ذهب ما حلم


 بها الملوك، و انه مع مسرى الدم يولد كل صباح، و لا يعرف الموت و ان كف الخافق


 عن عزفه الأخير...............



  

2


قولوا ان العراق مازال بقعة في خريطة العالم و ليس مزق لحم بين انياب



ذئاب.............



قولوا ان دجلة مازال مكانه...........و ان الفرات عن بعد يناغيه.................



قولوا يا أمة الصمت ان كل نخلة كانت في قلب الظلم سيف..........و كل مقلة امرأة


كانت قمرا رغم ليلكم البهيم.........



لست انتظر أحدا لم يشرب من ماء دجلة.............و لست ارتجي خيرا ممن لا يعرف



ظلال النخيل..........



اني ها هنا أقف في انتظار وطن كانت الشمس تستجدي منه شروقها...........و


 تخجل منه ان هبطت نحو مغيب..............



هو ذا العراق ايها الجاحدون..................







3


لا شيء يحيل الدموع الى شوكة في القلب سوى صفوف من شامتين يترقبون سقوط



الثور و في أيديهم سكاكين الغدر لا رايات الولاء................



القلب معك ايها الحبيب.................و لن انسى ان نشيجي كان صدى في صحراء


بدو لا يعرفون سوى نهب القوافل القادمة منك.........



لن أنسى ان المواساة طعنة خنجر في ظهر من كان يوما ظل كل جائع و
  

ظاميء..............



لن أنسى الاسوار التي غمرتنا بسخاء النسيان...............



لن أنسى ان الغربة بعد العراق ليست بغربة، بل موت يشد الرحال بجسدي من الميلاد
  

حتى حتف أخير...............







4


الشوق لا يغزل الأجنحة......لا يخيط سماء......


تظل العيون في المحاجر و ان كان للدموع هدير بحر............


و يظل القلب بين الضلوع و ان دقت طبول الحرب...............


يظل المكان متعجرفا لا يحمل على سنامه هودج رحيل.........


و يقف الزمان ضاحكا من مهزلة السنين المهرولة بتعجل نحو واد البؤس.........


اعلم كل هذا أيها العراق البعيد............تقف كيتيم في ضجة عيد..............فمن



يعرف اليتيم في بلاد يقطنها أناس بلا قلوب؟؟؟؟؟؟.......







5



العراق يبتعد و يغيب خلف غمامات حملت من دموعي الكثير........


بقعة صمت كبيرة احتلت خرائط الغناء.... الشوك ينبت على الابواب و انا أقف حيالها


بمفتاح نكرة...



يا أهل الدار هل من مجيب؟؟؟؟؟؟.....................................