الشذوذ الجنسي ينتشر
بكثرة في الدول التي تفصل بين الجنسين بشدة، و تترك الباب مفتوحا على مصراعيه للمواقع
الاباحية، الشذوذ الجنسي ينتشر مع غياب القوانين التي تحاسب من يغتصب طفلا، و يغير
مجرى حياته الجنسية، الشذوذ الجنسي واقع لا محالة، نحن نغطيه فقط بما يسمى الستر حتى
تبلغ رائحته عنان السماء....... غربا يمنح الشواذ حق الانتماء للنوادي الخاصة بهم،
كي تفصلهم الدولة عن الاختلاط ببقية المجتمع، لكن النظرة المتدنية للشاذ هي هي في كل
مكان، و ان كانت ردود الفعل اقل عنفا بحكم القوانين التي تنص على الحرية الشخصية، و
تعاقب من يعتدي عليها......
على هذهالصفحة
استفز
الجميع شكل فتى املس في فيديو، و من ضمنهم انا نظرا لخلفيتي الثقافية الشرقية.....
يظن معظم الناس ان المرأة
هي من غلبت عليها صفة الانوثة المرتبطة بالنعومة ارتباطا لا انفكاك منه ناسين مثلا
ان النبي سليمان لم يعجب ببلقيس الا لشعر غطى ساقيها، و لازال اليمنيون يفضلون المرأة
المشعرة على الناعمة كما تقتضي ثقافتهم البلقيسية، و يظن الناس ايضا ان على الرجل ان
يكون مشوكا كالقنفذ.......
واقعا ان مظاهر الانوثة
تصرف عليها مليارات الدولارات من مزيلات شعر، و مرطبات بشرة، و اصباغ لشعر الرأس، و
عدة مكياج، بما يعني ان صفات الانوثة الصارخة ينفق عليها المجتمع الكثير لتكون المرأة
طبقا لمظاهر يرتضيها الفكر الذكوري، و هذه المظاهر تتم المبالغة فيها لاسباب اقتصادية،
و لو توقفت النساء عن شرائها شهرا لانهار الكون تماما بعملته المهيمنة: الدولار.......
و بعد اغراق الانثى بالمستحضرات،
اصبح من الضرورات الربحية للشركات العملاقة ان تغرق الذكر بمواد تجعله كأنه نسخة متكررة
لشدة التشابه في الشكل، و الملبس مع اقرانه، انهم يرتدون ما يظهر العورات الامامية،
و الخلفية بشكل مجسم، و يمكن القول ان الشاب لا يمكن ان يكون مقبولا ان لم تنطبق عليه
هذه المظاهر المعولمة:
اغراق شعره بالجل، و
الكريمات التي تمنح الجلد نعومة متمدنة، خلو شعره المنسدل من القشرة، خلو جسده من الشعر
مع عضلات تكاد ان تنفجر تحت الملابس.........
و عادة تنتفض الاجيال
القديمة ضد الموضة، و ترى فيها تخنث، و كأمثلة من الماضي على ذلك: رفض الافندي بمظهره
المتشبه بالافرنجة، رفض موضة الخنافس، و البنطال التشارليس.....
و تجد النساء نفسها ضائعة
بين ارضاء المجتمع الذكوري، و الميزانية التي لا تستوعب هذا الانفاق.....مشاكل اسرية
جمة تكلف المجتمع تماسكه لاجل ان تربح الشركات، ضحايا من الجنسين يحاولون بلوغ جمال
النماذج المشهورة من ممثلين، و ممثلات...امراض نفسية، عقد، احساس بالدونية........كل
هذا فداء للشركات العالمية، و ارباحها....
لو عدنا للحقيقة لاكتشفنا:
لا الانثى تصبح امرأة دون كل ادوات التجميل مع الكعب العالي، و لا الذكر يصبح رجلا
دون ما يفرضه المجتمع من صورة مقبولة له، و كل جيل يركب موجة الشركات يصبح مرفوضا من
قبل من سبقه........انه صراع الشركات مع الاجيال المروضة، و النساء المكلفات باثارة
الرجل حتى النهاية كي يحصلن على القبول الاجتماعي........لا تتهموا احدا بالشذوذ، و
التخنث، و لا تستغربوا مما تفعله المرأة بنفسها، فلو كان المجتمع يتقبل ما خلقه الله
دون ترميم من قبل الانسان، لما وجدنا هذا الصراع الجانبي الذي يستهلك الروح، و الجسد،
و الجيب، و يحول الانسان الى قيمة ربحية، و قيمة اجتماعية تستند الى ما يعادلها من
قيمة اقتصادية اولا و قبل كل شيء........و لكانت المليارات قد ذهبت لاطعام ضحايا المجاعات،
و علاج الامراض، و النهوض بالانسان اينما وجد كي يصبح منتجا لا تابعا لاخلاق الشركات،
و ما تفرضه من قيم اجتماعية تحوله الى مجرد مطيع للذوق المفروض عالميا.....