وجود العقل هو الفارق الكبير الذي يميز بين الحيوان و
البشر، و لكل عقل قدراته، تتنوع حسب عوامل جينية، و ثقافة موروثة، و جغرافية، و غيرها
الكثير.
و الحرية هي العامل الاكبر في تجاوز العقل مرحلة
الاكتشاف نحو الابداع، و قد اختصت بعض الحيوانات بذكاء يقترب من ذكاء الانسان، و
لكنها لا تستطيع التفكير، و اقصى ما تصل اليه هو تقليد حركات، و اصوات البشر، مثل
الببغاء، و القرد.
و قد تطور العقل الغربي، و حقق انجازات هائلة في جو صحي
ينعم بحرية اكبر من قرينه الشرقي، و لهذا لا يمكن للعقل الغربي ان يتبع، و يقلد
غيره، فلديه امكانيات الاتيان بما هو جديد، بل يعتبر سحق العقل تحت شرع التقليد هو
جريمة بحق وجوده كإنسان، و كان التقليد من نصيب العقل الشرقي، لانه قد فقد القدرة
على التحرر من قيوده التأريخية، و موروثه الثقافي، و تخلى عن ارادته ازاء ارادة
غيره.
ان الشعب الذي يلغي قدراته الذهنية، و يسير بشكل اعمى
خلف عقل واحد بدافع التقليد شعب محكوم عليه بالاستغفال، و الغباء، و يستحيل عليه
ان يرتقي سلم التطور، و ليس له ان يستحق حياة افضل من حيوات القرود، و الببغاوات في
حدائق الحيوان، و السيرك، بل ان هذا كثير عليه، لان الحيوان تتوقف امكانياته عند
هذا الحد، و لكن من وهب عقلا، و عطله برغبة منه، و اصبح مجرد مقلد لغيره، قد محق
ما منحه الله له من نعمة، و جحد فضل ربه، و له في الدنيا نصيب الذل و الهوان، و في
الاخرة عذاب الشيطان الاخرس الذي سكت عن الحق، و اهدر نعم الله على خلقه و لم
يستخدمها في محاسبة الظالم، و الثورة عليه كما ثار الامام الحسين عليه السلام.