انا
في سباق مع الزمن كي أرى ما لم يتحه غرور الشباب من رؤية، ما ظننته مازال بحوزتي و
هو يهرم بين يدي، في سباق مع الزمن كي اقترب من المعرفة، فاني بدونها دون بوصلة لمشاعري
مع جنون الريح، و صخب البحر، و هلع الغابة، انا عمياء مذ أبصرت الدنيا خارج رحم امي،
و حين أدركتني البصيرة كان العمر يئن تحت مطارق الصبر..........
قال
حنا مينا يوما انه قد ندم لانه لم يقض كل لحظة من عمره في الكتابة، و انا اشعر كذلك،
رغم ان القلم ذاته لم يكن متوفرا، في أيام فقر اليمن كان الورق ترفا..........
وضعت
صهوة الشباب على ظهر الفقر و التشرد، و أسلمتني كهولتي الى جسد لم يعد فيه متسع لطعنة
خنجر جديد، شاخ بندوبه، و صار يشكو قسوتي الى قلب دام......
القلب رد بأسى بالغ:
يا
أخي انا ظلمنا مع رأس يسيرنا بعناد كيفما يشتهي، اننا رهن الرأس، و الرأس كما يبدو
رهن سيف، و السباق الحقيقي هو بين آخر كلمة تكتب، و سيف الجلاد و هو يطيح به، لنكون
جميعا خاسرين في لعبة طائشة اسمها الحياة.