خطيئة اولى
كثير من اوراق الشجرة التي حملناها معنا أصبحت سبية من
سبايا الريح..
الحكيم الذي أوصانا بحملها حيث يمكن لها ان ترمي ببذورها
قرب طين و ماء ربما كان يجهل فحوى الجذور، رعشة الدقائق الصغيرة امام هيبة الموت،
ظمأ البراعم الغظة، الشوق الذي اعترى النسيمات المرافقة لنا و نحن نغادر مرابع
الصبا....
الحكيم كانت تنقصه الحكمة كثيرا..
تلك كانت اول خطوة لنا نحو الخفقان الكبير لقلب الحياة،
و تلك كانت كل الخطيئة التي ارتكبت بحق الشجرة المحمولة عنوة الى موطن آخر...
خطيئة ثانية
كل الأطياف التي مرت بي محلقة من فحوى غيومك اصابها
الملح دون ان تثمر خبزا..
غرقت بين الجفن و يقظة دامعة..
أباحت لي الوقوف قرب نافذة لا تغادر شفق المحطات
الراكدة..
اناخت لي الجروح المعطرة برشق السهام، و برق السيوف..
اصطادت النسيم بشباك من مياسم دبقة.. و قطعت بادبار يومي
نهار الغد..
كل الاطياف أضغاث عينيك..
أضغاث ما مضى منك و ما أسرع بساقين من ورق..